القران دستورنــا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

القران دستورنــا

اللَّهُـــــــمّے صَــــــلٌ علَےَ سيدنامُحمَّـــــــدْو علَےَ آل سيدنا مُحمَّــــــــد
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الصبر مفتاح الفرج

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابو عمرو




عدد المساهمات : 7
تاريخ التسجيل : 13/01/2012

الصبر مفتاح الفرج Empty
مُساهمةموضوع: الصبر مفتاح الفرج   الصبر مفتاح الفرج Emptyالأحد يناير 22, 2012 12:58 am

فتح الحاج إبراهيم متجره الذي يقع في ميدان التحرير بكل عسرة حتى قال بضجر :
” متى سوف أحوله لباب زجاجي افتحه و اقفله بكل سهولة و يسر “
فقام بفتحه و هو يقول : ” يا فتاح يا عليم و يا رزاق يا كريم “
دخل متجره و أنار الأضواء الداخلية حتى لاحظ وجود مساعده احمد الشاب الفطن خلفه فصرخ و قال :
” ما الذي أتي بك متأخرا “
فأجابه : ” أنا اعتذر لك يا حاج إبراهيم و لكني استيقظت متأخرا “
فقال : ” حسنا يا بنيّ , هيا قم بتنظيف المتجر كي نقوم لصلاة الجمعة بعد قليل .. “
- ” حسنا “
خرج الحاج إبراهيم خارج المحل , حتى نظر الى أعلى المتجر و قرأ و قال : ” بازار التحرير “
ثم أضاف : ” كم أأمل بتغير هذا الاسم “
ثم صرخ الى مساعده و قال : ” احمد ما رأيك بتغير اسم المتجر “
تحرك احمد إليه و قال : ” انه لشيء عظيم “
- ” هل لديك اقتراحات ؟؟ “
- ” بلى , ما رأيك بازار السلام “
نظر إليه الحاج إبراهيم و قال : ” هذا المتجر للسياح والأجانب , هيا قم بإكمال عملك “
فقال احمد : ” كما تريد ” غادر نحو عمله . . . .
لم يمضى دقائق حتى حان موعد أذان لصلاة الجمعة فبدأ الحج إبراهيم بتجهيز نفسه ثم قال :
” هيا يا احمد , هيا كي نلحق للصلاة “
و ذهب كلاهم الى المسجد الذي يقع بالقرب منهم و بدأ في صلاة الجمعة حتى قضيت فذهب الجميع الى مقصده . . . .
بينما الحاج يقترب من متجره لاحظ وجود نادر شريكه الشاب الذي يعمل معه في نفس المتجر
فصرخ الحاج إبراهيم و قال : ” لماذا لم تأتي الى الصلاة “
أجاب دون اهتمام : ” سوف أقوم بصلاتها ظهرا .. “
- ” و لماذا أتيت متأخرا ؟ ؟ , خسارة بأنك تحمل مفتاحا للمتجر “
توجه الحاج إبراهيم الى مكتبه و بدأ في البيع و الشراء …
في نهاية اليوم عند المساء جلس نادر بالقرب منه و قال : ” يا حاج إبراهيم , نريد بضاعة جديدة من التماثيل و التحف و خلافه , لقد بقيّ على موسم السياحة في مصر أقل من شهرا .. “
- ” نعم نعم لقد فكرت بهذا الأمر , لكني منتظر الأستاذ ولاء , سوف يصل من الصين قريبا , و على حد علمي
بأن لديه بضاعة سوف يقوم بتوزيعها على مصر بأكملها و يجب أن يكون لي نصيب من تلك البضاعة “
فرح نادر كثيرا ثم قال : ” هذا ممتاز جدا … , و متى سوف يصل “
فدخل عليهم احمد يقول له : ” يا حاج إبراهيم , هل تريد مني شيء “
- ” لا تفضل أنت “
فهّم ان يغادر صرخ نادر بقوله : ” يا ولد الم تتعلم بعد , انا هنا مثل الحاج إبراهيم تمام , لا تتجاهلني مرة أخرى , هل فهمت “
- ” حسنا سيدي “
ثم أضاف : ” هل تريد من شيء سيدي “
فأشار نادر بيده دون ان يتكلم حتى غادر احمد
فنظر نادر إلي الحاج إبراهيم مرة أخرى ثم قال : ” عن ماذا كنا نتحدث ؟ “
فقال باشمئزاز : ” التماثيل الجديدة “
بسرعة : ” أوه نعم , هذا ما قصدته “
- ” المشكلة الآن من أين أأتي بمال , لم اعد املك مالا لهذا “
صرخ بسرعة و قال : ” ماذا … ماذا تقول ؟ “
انزعج الحج إبراهيم ثم قال : ” اهدأ يا نادر , تكلفة هذه البضاعة تتعدى العشرة الآلف جنية “
ثم قال نادر : ” حسنا , يجب ان تحضر تلك البضاعة بأي شكل , هل فهمت “
انزعج الحاج إبراهيم لأنه يكلمه بهذه الطريقة حتى قال : ” حسنا .. حسنا سوف أتدبر أموري “
ثم قال نادر : ” هناك متجر للبيع في شارع الهرم , أتمنى انك لو تستطيع شراءه , سوف ينفعك كثير “
- ” لا , لا أريد “
وقف نادر ثم صرخ : ” أنت كما أنت يا إبراهيم , العالم من حولك يتطور و أنت على حالك “
فترك نادر المتجر و هو يقول : ” لقد سئمت العمل مع العجائز … “
و أغلق الباب بشدة …
نظر الحاج إبراهيم الى يده و الى شعره الذي شاب فقال لنفسه : ” نعم لقد أصبحت عجوزا .. “
******
مرت الأيام , و كل يوم يمر يحدث شجار بين الحاج إبراهيم و نادر باستمرار , لدرجة ان الناس هي التي تفصل بينهما و كانت مشكلة نادر هي ان لابد ان يقوم الحاج إبراهيم بشراء تلك البضاعة من المستورد و عرضها على السوق في خلال هذا الموسم …
في نهاية اليوم غادر نادر المتجر و بقي الحاج إبراهيم و احمد مساعده …
جلس الحاج إبراهيم على مكتبه فأخرج من جيبه هاتفه و اتصل بشخص ما و وضعه على أذانه حتى سمع صوتا فقال بسعادة : ” مرحبا يا أستاذ ولاء , كيف أحوالك ؟ “
ثم أضاف : ” حمدا لله على سلامتك , من فضلك يا أستاذ ولاء أريد أن أراك لأمر هام “
ثم أضاف : ” حسنا سوف انتظرك في متجري , انا في انتظارك “
و أغلق هاتفه على الفور , ثم نظر الى ساعة يده وجدها تشير الى الحادية عشر مساءا ..
صرخ على احمد مساعده فجاءه على الفور فطلب منه ان ينظف المتجر جيدا و يضيء جميع أنواره …
لم يمضي ثلاثون دقيقة حتى قدم ولاء شاب في الأربعين من عمره دائما يرتدي ملابس ملفتة للنظر …
فدعاه الحاج إبراهيم للجلوس , فجلس ولاء بكل هدوء حتى صرخ الى احمد و قال له : ” تعال يا احمد “
فجاء احمد بسرعة و هو يقول : ” نعم سيدي “
فنظر الحاج إبراهيم الى ولاء و قال له : ” ما تريد ان تشرب ؟ “
نظر الى احمد و وضع يداه على كتفه و قال : ” أريد فجان قهوة , هل تستطيع “
فقال احمد بهمة : ” حسنا ” و انصرف
التفت ولاء إلى الحاج إبراهيم و قال : ” ماذا كنت تريد مني ؟ “
- ” اولا حمدا لله على سلامتك , ثانيا بخصوص تلك البضاعة التي جلبتها من الصين مؤخرا “
- ” أنها في المخازن , تعال و اختر ما شئت “
- ” أشكرك جزيل الشكر “
فدخل احمد بعد ثلاث دقائق و هو يحمل صينية عليها القهوة فقدمها له و انصرف على الفور …
فأخذ رشفة ثم قال : ” كم لديك من أموال ؟؟ “
- ” أنا لا املك سوى خمسة الآلف , و لكن اعلم أنها لم تكفي لذلك … “
سكت الحاج إبراهيم قليلا حتى قال له ولاء :
” لا تقلق ادفع ما استطعت و الباقي على دفعات أسبوعية … ما رأيك ؟ “
ابتسم الحاج إبراهيم و قال : ” أشكرك … أشكرك جدا “
آخذ ولاء آخر رشفة من القهوة ثم قال : ” متى سوف تأتي الى المخزن ؟ “
ظل يفكر حتى قال : ” غدا … نعم غدا “
فمد يداه إلى احد الأدراج و اخرج منه رزمة مال و ألقاها إليه و قال : ” تفضل هذه خمسة الآلف جنية “
مد ولاء يداه و أخذها و قال : ” انتظرك غدا في المخزن “
و دسها في جيبه و همّ لمغادرة المكان حتى وقف و قال : ” اين نادر ؟؟ “
- ” لقد غادر الى بيته “
- ” لان نادر قال لي بأنه يريد البضاعة التي جلبتها من الخارج “
- ” انه منزعج قليلا بخصوص هذا الأمر , طلب مني أكثر من مرة شراء البضاعة منك في اقرب وقت “
- ” حسنا انا في انتظارك غدا ” قالها و غادر فورا ..
و في اليوم التالي ذهب إلى مخزن ولاء و قام باختيار بضاعته التي تناسبه التي وصلت كلفتها الى عشرة الآلف جنية فقال له : ” أستاذ ولاء , بقيء على موسم السياحة في مصر اقل من شهر , سوف ادفع لك كل أسبوع ألف جنية بحيث في خلال شهر و نصف لا أكثر سوف انهي لك تلك الدفعات , هل أنت موافق ؟ “
- ” حسنا , لا بأس … كل يوم جمعة سوف أأتي إليك “
و على فور نقلها احمد مساعد الحاج إبراهيم الى مخزنه بواسطة سيارة نقل صغيرة ..
دخل الحاج إبراهيم متجره و هو سعيد و الابتسامة لا تفارق شفتيه
فجلس على مكتبه و طلب من احمد كوب من الشاي , فتناول من جيبه هاتفه و اتصل بنادر فقال له عندما سمع صوته : ” نادر , كيف حالك ؟ “
فسمعه يقول : ” بخير و أنت “
- ” لماذا لم تأتي اليوم الى العمل ؟ “
فقال له : ” انا مرهق قليلا هل هناك من جديد ؟ “
- ” بالطبع , لقد قمت بشراء بضاعة جديدة من التماثيل و التحف الصيني من ولاء “
انتظر الحاج إبراهيم حتى يسمع منه صوت ينم عن سعادة و لكن فجاءه بقوله ببرود : ” حقا ! .. جيد “
- ” هل سوف تلقي نظرة عليها “
- ” حسنا حسنا “
و أغلق هاتفه على الفور حتى تفاجئ الحاج إبراهيم بأسلوبه هذا …
مرت أيام أخرى , بينما نادر عرض على الحاج إبراهيم أن ينهي تلك الشراكة و ان يأخذ نصيبه و لكن الحاج إبراهيم تريث بالأمر حتى قال له : ” كما تريد يا نادر “
- ” هذا ممتاز انا أريد منك المبلغ الذي دفعته لك “
صدم الحاج إبراهيم ثم قال : ” الآن … , هذا مستحيل بالطبع , أنظر الى متجر ليس هناك سوى بعض التحف و التماثيل ولا أملك في جيبي سوى قوت يومي “
- ” هذا ليس من شأني يا حاج .. “
فقال بسرعة : ” انتظر حتى بعد انتهاء هذا الموسم السياحي كي أستطيع ان أرد لك هذا المبلغ “
- ” لا أستطيع ذلك … لن انتظر , اليوم الجمعة و أمامك فقط يومان “
قال تلك العبارة و غادر حتى ارتطم بولاء يتحرك بهدوء و لكنه اختفى على الفور دون حتى ان يعتذر , فأقترب من الحاج إبراهيم و هو ينظر خلفه ناحية نادر و هو يقول : ” ما أمره , لماذا منزعج هكذا ” ثم جلس أمامه
فقال له الحاج إبراهيم : ” يريد فض الشراكة و أن يأخذ أمواله “
- ” حسنا أعطه “
- ” في هذا الوقت العصيب مستحيل “
بسرعة و باهتمام : ” ماذا تريد ان تشرب ؟ “
- ” لا داعي لذلك إنني على عجل “
- ” حسنا “
واخرج من درجه مبلغ من المال فأعطاه له و قال : ” تفضل هذه ألف جنية “
أخذها منه ثم قال : ” متى سوف تعرض تلك البضاعة في متجرك ؟ “
- ” خلال أسبوع لا أكثر “
- ” حسنا “
ثم انتصب ولاء و قال : ” مع السلامة ” وغادر على الفور …
في اليوم التالي لم يأتي نادر إلى متجر فجلس الحاج إبراهيم على مكتبه و طلب من احمد ان يعد له فنجان من القهوة فرفع هاتفه و اتصل به : ” نادر , لماذا لم تأتي الى عملك “
فأجابه بعصبيه : ” اسمع يا عم إبراهيم , لقد قلت لك سابقا بأني لا أريد مشاركتك مجددا و سوف أأتي عند المساء كي أأخذ أموالي منك , حسنا “
- ” و لكن …. “
و أغلق نادر الهاتف في وجه دون ان يجيبه حتى ….
بدأ الحاج إبراهيم ببيع بعض التحف القديمة التي في محله و هو مستاء ,
حتى حل المساء و جاءه نادر و هو يصرخ : ” السلام عليكم “
ثم جلس أمام مكتبه بسرعة و هو يقول : ” هل أحضرت لي مالي ؟ “
فأجابه بهدوء : ” يابني هذا صعب في الوقت الحالي , من أين أأتي لك بعشرة الآلف جنية “
ظل نادر يفكر قليلا ثم قال : ” لا لا … أنت من جنى على نفسك ” و غادر المتجر دون أن يلقي كلمة أخرى …
سئم الحاج إبراهيم من هذا الموقف , لم يكن يريد إنهاء علاقتهم على هذه النحو , لكنه أصّر على ذلك ..
في اليوم التالي عند الصباح , بينما الحاج إبراهيم يتجه نحو متجره رأى احمد في انتظاره فأعطى له مفاتيح متجره حتى فتحه و دخل احمد أولا ثم الحاج إبراهيم من خلفه و لكن لاحظا شيء غريب ….
المتجر على غير حالته , أخذ يتحسس بيده حتى صرخ : ” أنير الأنوار “
حتى أنارها احمد فلاحظ الحاج إبراهيم بأن حدث هنا أمر ما , لكن المتجر لم يسرق لكنها فوضى ….
حتى هدأ قليلا ثم هاج بسرعة و صرخ : ” المخزن ! “
فركض نحو المخزن بسرعة فلم يجد صناديق البضاعة التي اشتراها من ولاء …
كاد أن يبكي و لكنه تماسك نفسه فسرعان ما خرج خارج المتجر و سأل سليمان الذي لديه كشك صغير بجانب متجره فرحب به أولا ثم قال له : ” هل نادر جاء هنا ليلة أمس “
فأجابه بسرعة : ” نعم لقد جاء برفقة سيارة نقل و قام بنقل بعض الصناديق و غادر بها “
ابتسم له و شكره وذهب الى متجره …
فجلس على مكتبه و هو يفكر بحل لهذه المصيبة , حتى اقترح احمد و قال :
” يجب يا سيدي ان تبلغ الشرطة “
نظر إليه نظرة يأس : ” انه شريكي و دخل بمفتاحه , لا يعتبر لصا … “
ثم وقف و ظل يتحرك و كأنه يكلم نفسه : ” أنا لست حزينا لان اخذ تلك البضاعة , لكن موسم السياحة سوف يضيع مني , و غير ذلك هناك عبئ آخر اسمه ولاء … يجب عليّ أن اعرض البضاعة خلال يومين … “
ثم نهض احمد و قال : ” هناك زبائن ” فذهب إليهم كي يتعامل معهم
بينما الحاج إبراهيم لم يكترث له , فجلس على مكتبه و رفع الهاتف و اتصل بنادر و لكنه لم يجيب فأتصل ثانيا فلم يجيب حتى قال في نفسه : ” يلعنك الله “
فلم يلاحظ إلا قدوم رجل طويل في الثلاثون من عمره يرتدي جلباب ابيض , فنظر الحاج إبراهيم إليه و قال :
” سامر , تعال اجلس “
فجلس سامر أمامه باهتمام و قال : ” ما أمرك ؟؟ حالك لم يعجبني , بإذن الله خيرا “
- ” لا لا … بإذن الله خيرا , كيف حالك أنت ؟ “
- ” نحمد الله “
فصرخ الحاج إبراهيم و قال : ” يا احمد تعال “
فهرول إليه و قال : ” نعم سيدي ؟ “
دون ان ينظر الى احد قال : ” احضر لنا كوبان من الشاي “
- ” حسنا ” قالها احمد و غادر
فحدثه بشدة و قال : ” يا حاج من الأمر ؟؟ “
قال و هو مبتسما : ” لقد تم سرقتي ! “
فنهض و صرخ بسرعة : ” ماذا “
فالتفت حوله يمين و يسارا فقال : ” المتجر كما هو ؟؟ “
فجلس و قال : ” ما الأمر يا حاج ؟ “
ثم أضاف بسرعة : ” حسنا , لماذا لم تبلغ الشرطة ؟؟ “
بينما الحاج إبراهيم مبتسما و يتابع تغيرات ملامحه
ثم أضاف بسرعة : ” حسنا , لماذا آنت هادي هكذا ؟ “
- ” و ماذا عساي أن افعل , هل اذهب إليه و اخرج المسدس و اردعه قتيلا , و ندخل كلانا النار ؟ ؟ “
- ” من الذي سرقك ؟ “
- ” لا احد , لا احد , لكن هذا من حقه “
فالتفت سامر حوله و قال ببطء : ” أين نادر ؟؟ “
- ” لقد فضت شراكتنا “
فجاء احمد يحمل الصينية و عليها كوبان من الشاي فقدم إحداهم لسامر بقوله : ” تفضل سيدي “
و الآخر إلى الحاج إبراهيم , و انصرف احمد الى عمله …
فقال له سامر : ” عز موسم السياحة في مصر بعد أيام قلال , و هذا طريقك الوحيد لتعويض ما حدث في الأيام السابقة “
فأخذ رشفة الشاي ثم قال : ” اعلم هذا , المتجر فارغ تمام .. , لا يوجد سوى تلك الأوراق البردية و هذه التحف , لم يعد شيئا كي أبيعه “
فقال له سامر بهدوء : ” استعوض الله … “
- ” ونعمة بالله , بعد أيام سوف يأتي ولاء أظن انك تعرفه “
- ” ولاء رجل محترم جدا “
- ” سوف يأخذ ثمن البضاعة التي سرقت مني “
سكت ثم قال : ” كنت على وشك بيع البضاعة و تسديد تمنها اما الآن سوف أسدد ثمنها من جيبي “
فبادله الرد بسرعة :” هذا وقت صعب كي يفصل الشركة بينكم .. “
و عندما فرغا من الشاي قال : ” استودعك الله “
- ” الى أين “
- ” ها سوف اعود الى متجري “
- ” حسنا تفضل … “
و غادر سامر من المتجر بينما الحاج إبراهيم يتأمل متجره بكل يأس , حيث المتجر فارغا من شيء ثمين يباع …
فصرخ و قال : ” يا احمد “
فجاءه مسرعا فقال له : ” اذهب الى بيتكم “
صدم احمد و قال : ” لماذا “
- ” اذهب فحسب , تعال غدا في موعدك “
و مد يداه في جيبه و اخرج مالا و أعطاه إياها و قال : ” خذ هذه “
اخذ المال منه و شكره و غادر المتجر حزينا ..
توجه الحاج نحو مكتبه و اتصل نادر حتى سمع صوته فرحب الحاج إبراهيم : ” مرحبا يا نادر كيف حالك “
فأجابه : ” الحمد لله بخير “
- ” أود فقط ان أسألك سؤالا واحد “
- ” تفضل “
- ” هل أنت راض عما فعلته بي ؟ “
- ” و ما الذي فعلته بك ؟ “
- ” الم تعلم بعد ؟ “
فأجابه باستغراب : ” لقد أخذت حقي ! , هل هذه جريمة ؟ “
- ” لا و لكن أنت تعلم ما نمّر به , و أننا قادمون على موسم و نريد من الله ان يرزقنا رزقا حلالا , فجئت أنت بكل بساطة أخذت البضاعة التي سوف نسترزق منها و أنت تعلم جيدا بأني لا املك مالا , لأني سوف ادفع لولاء ثمن تلك البضاعة , هل هذا صحيح ؟ “
فحدثه بكبرياء : ” السوق لا يعرف الضعفاء , اذا كنت غير قادر على العمل اقفل متجرك و أبقى مع أطفالك , خيرا لك … , و لكن ما فعتله هذا من حقي , أريد مبلغ عشرة الآلف جنية , و أنت لا تملك مالا , حسنا , أخذت بضاعتك التي تساوي نفس القيمة “
ثم أضاف : ” أعطيني مبلغ عشرة الآلف جنية و خذ بضاعتك “
- ” حسنا يا نادر , كنت أتمنى ان تنتهي الأمور بيننا على ما يرام “
- ” مع السلامة “
فأجبه الحاج إبراهيم بيأس : ” مع السلامة “
فأغلق هاتفه ووضعه في جيبه و تناول مفاتيح المتجر فأغلقه و ذهب الى بيته ..
مرت الأيام بينما الحاج إبراهيم لم يترك متجره يوما واحد , و يسعى وراء عمله لم ييأس و يقول لقد خرب بيتي و يجب ان اجلس مع أطفالي …
و حان موعد تسديد دفعة ولاء , بينما الحاج إبراهيم متوتر قليلا , و لكن استطاع ان يجهز له المبلغ من بيع بعض التحف و التماثيل القديمة من متجره ..
فجاءه ولاء مسرعا مرحبا به : ” مرحبا يا حاج “
و جلس على الفور أمامه , فنظر خلفه مستغربا و قال : ” أين البضاعة التي اشتريتها , لماذا لم تعرضها بعد , جميع المحلات التي من حولك عرضت بضاعة جديدة للموسم الجديد “
- ” لا لا فقد قررت التروي قليلا , أي لم يأتي وقتها بعد “
- ” لا يا حاج اعرضها اليوم قبل الغد , ان متجرك لا يحوي بضاعة تشد الناظرين لها “
مد يداه في الدرج و اخرج منه مالا و قال : ” تفضل هذا مالك “
مد يداه و أخذها و و هو يقول : ” حسنا “
* * * *
مرت الأيام و الحاج باع كل ما هو في متجره كي يستطيع تأمين دفعة ولاء و لكنه فشل فطلب من صديقه سامر قرض صغير فوافق سامر دون أي شروط …
فجاء ولاء مستغربا بشدة : ” المتجر فارغ تمام , ما الأمر يا حاج ؟؟ “
- ” تفضل هذا مالك “
أخذها و قال : ” من أين لك هذا المال ؟؟ “
ابتسم و قال : ” من عملي “
- ” حسنا كما تريد , و لكني أود أخبارك أمر هام “
- ” تفضل ! “
- ” البضاعة التي أعطيتها لك , أخذها ثلاث أشخاص فقط , أنت واحد منهم و الآخر في الأقصر و الثالث في جنوب سيناء “
- ” هذا ممتاز , . “
- ” و لكني وجدت تلك البضاعة تباع في متجر في شارع الهرم “
وقف الحاج إبراهيم فورا و قال باندهاش : ” ماذا تقول ؟ “
- ” بلى , و صاحب المحل نادر , نادر شريكك “
صدم بشدة و كأنه يشاهد أمامه فيلم تصوري لما حدث معه
ثم أضاف : ” يا حاج أخبرني ماذا حدث , قد أستطيع مساعدتك “
فقص عليه قصته و عندما انتهى منها قال له : ” أنا لست حزينا , الله في عونه , هذا حقه , و لكنه لم يترك لي فرصة كي اعمل على بيع البضاعة و تسديد المبلغ الذي يريده “
فنظر الى الأرض بينما ولاء يحاول ان يأتي له بفكرة ..
حتى قال : ” يا حاج , حسنا لدي الحل و لكن لا تحزن “
فنظر إليه و قال : ” ما هو ؟ “
- ” سوف أقوم بجلب لك بضاعة جديدة من أجلك , قم ببيعها و قم بتعويض ما فاتك و عندما ينتهي الموسم السياحي سدد لي ثمنها , ما رأيك ؟؟ “
ابتسم الحاج إبراهيم و لكن خائفا فقال : ” لماذا تقوم بذلك , أنت ليس لك ذنب “
فأجابه بثقة : ” و أنت أيضا لا ذنب لك كي تضيّع على نفسك فرصة النهوض و اللحاق بالموسم و تعويض ما خسرته بالأيام السابقة “
ثم أضاف : ” الحمد لله لأن لم تتخذ قرار خاطئ و تدخل السجن جراء ذلك “
لم يصدق الحاج في البداية و لكن بعد خمس ساعات احضر له بضاعة جديدة ..
فقام الحاج إبراهيم بتزينها و عرضها بشكل يجذب السائحين لها , و بدا في تحسن سوقه حيث جذب الكثير إليه و بدأ في تحقيق أرباح تكفيه … و بدأ المتجر يكتظ بالسائحين و بداء بينما هو جالس على مكتبه جاءه اتصال من ولاء …
فقال له : ” مرحبا يا حاج كيف حالك ؟ “
فأجابه : ” بخير الحمد لله “
- ” لقد سمعت بأن نادر اشترى محلا آخر في شارع الهرم “
- ” الله يرزقنا و يرزقه “
فضحك ولاء ثم قال : ” لا تقلق لن يضيع الله أجرك “
- ” هل سوف تأتي اليوم “
- ” لماذا “
- ” تعال كي تأخذ جزء من مالك “
- ” حسنا “
فأغلق هاتفه و أخذ يفكر قليلا ثم يقول : ” سبحان الله , لقد عمل بمال الغير , كيف له أن ينجح و يكون ثروة في وقت قصير , لله في خلقه شؤون “
مرت أيام أخرى و بدأ الحاج إبراهيم تسديد دينه لولاء بكل سلاسة و يسر حتى سمع آخر خبر بأن متجر نادر الجديد قد اشتعل نارا جراء ماس كهربائي مما سبب في خسارة كبيرة له ..
حزن الحاج إبراهيم لذلك و لكنه قال في نفسه : ” تلك الأموال من حقه و لكن لم يصبر عليّ , بل أراد ان يلحق الأذى بي , كي لا أستطيع ان أنال هذا الموسم و أستطيع النهوض …. “
تمت بعون الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mohammed atef

mohammed atef


عدد المساهمات : 85
تاريخ التسجيل : 13/01/2012
العمر : 36
الموقع : https://massrieen.gid3an.com/

الصبر مفتاح الفرج Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصبر مفتاح الفرج   الصبر مفتاح الفرج Emptyالأحد يناير 22, 2012 1:07 am

بارك الله فيك

قصه جميله

والمغزى اجمل

تسلم اناملك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://massrieen.gid3an.com/
 
الصبر مفتاح الفرج
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
القران دستورنــا :: القرآن دستورنـــا :: مواضيع إسلامية-
انتقل الى: